أسعد دوماً عند مطالعة خبر عن مشاريع التخرج للشباب في الجامعات والتي تقيم مشكورة معرضاً لتلك المشاريع وتتيح فرصة للمهتمين من الشركات والجهات المعنية محاورة ونقاش أصحاب المشاريع وإمكانية تحويلها للحلول مبتكرة وعملية ولمعالجة العديد من الثغرات الفنية والتغلب على العقبات بشكل يخدم المجتمع والعلم والتخصص الدقيق.
كما يشرفني معهد اليوبيل التابع لمؤسسة الملك الحسين وكوكبة من أعضاء هيئة التدريس والجامعات وبعض من خريجي اليوبيل في المشاركة في تحكيم مشاريع التخرج للطلبة وتوفير التغذية الراجعة لمشاريعهم والتي تهدف إلى توجيه الأفكار النظرية إلى واقع عملي يعالج قضية محددة، وللحقيقة وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية من المشاركة في لجان التحكيم، أقول ان تلك المشاريع والطلبة تشكل نافذة رحبة للمستقبل الواعد وإثبات القيمة البحثية للمشروع وإمكانية تطبيقه بشكل عملي.
نستظل في مناسبة الاستقلال العزيزة ولعلها الأشكال المناسبة والمتاحة لتأكيد الانتماء من خلال فكرة ومشروع يخدم الوطن والمجتمع ويساهم وبشكل مدروس في توظيف البحث العلمي للتوصل إلى حلول يمكن تصنيفها بأنها مناسبة وعملية وضمن الإمكانيات المتاحة مهما كانت قليلة ولكنها يمكن أن تضيف الفرق نتيجة استخدامها في الحلول المجربة.
ترجمة الأقوال إلى أفعال وبحس الوطني مخلص إلى واقع ملموس وفي التخصصات كافة ومنها التكنولوجية والطبية على وجه الخصوص والتي تلبي حاجات المجتمع سواء للمرضى والمصانع والمنشآت والمرافق على حد سواء.
تشكل مشاريع التخرج فرصة لإظهار المواهب الشابة وأفكارها في العطاء والبحث والاختراع والمساهمة الإيجابية الطيبة والمثمرة، ولعل من يهتم في هذا الملف الثري بالمواهب والأفكار والأبحاث يستطيع التفاؤل بالمستقبل الواعد لهم ولمشاريعهم ومواصلتهم للمثابرة في مجال البحث والذي هو مفتاح النجاح والتميز.
ما كان للمشاريع أن ترى النور دون مساهمة وتشجيع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمدارس والباحثين والفنيين في المختبرات والمعاهد والذين يذللون الصعاب أمام الطالب ويقدمون له النصح والإرشاد والدعم المناسب لبلورة الفكرة إلى مشروع متكامل وقابل للتنفيذ والتميز وإثبات الوجود.
دوما أشير إلى التجارب والنماذج الإيجابية في مجتمعنا الخير والطيب وذلك لتشجيع الشباب على خوض غمار التجربة بكل أبعادها والتعرف عن قرب على الواقع والتعامل معه بحكمة وروية وصبر وجلد ومثابرة لشق الدرب الصعب دون تأفف وتذمر وشكوى من الظروف والإمكانيات؛ الفكرة النيرة هي في نهايف المطاف مشروع عملي ناجح ومبادرة خيرة ثادرة على التغيير وإحداث الفرق.
نتحدث حالياً عن النية لخوض تجربة الانتخابات النيابية من قبل الشباب (ذكوراً وإناثاً)، واسترجع فكرة لطالما كنا نؤكد بأن ثمة ما يجب عمله من قبل لاستقطاب من عليه «العين» والتعب عليه وتأهيله وتدريبه بشكل مناسب، تماماً كفكرة المشروع ومرورها في العديد من المراحل لتصبح قابلة للتنفيذ والنجاح والتميز.
مهد الأفكار وسبل تطويرها يقع ويعتمد على العقول النيرة وما تجود به من أفكار طموحة وخلاقة وما تبتكر وتخترع وتنفذ لتحويل المستخدم إلى شريك ومساهم وداعم وليس مستهلكا ومدمنا.
لعل مسؤولية متابعة تلك المشاريع والأفكار الشابة، تقع على عاتق العديد من رجال الأعمال والشركات والمصالح والجهات المعنية والتي تستطيع بسهولة ويسر الإطلاع على المشاريع ودراسة إمكانية تنفيذها والاستفادة من الحلول والتوصيات التي تقترحان وفقا لنتيجة البحث والدراسة والتجريب.
شخصيا اطلعت على مشاريع لطلبة اليوبيل ويمكن القول بأنها تنافس طلبة الجامعات وربما بعض الباحثين في مجالات منوعة وتحتاج تلك المشاريع ومثيلاتها إلى الدعم المعنوي بداية ومن ثم التوجيه العلمي والفني المتواصل بالمتابعة والاهتمام ومديد العون المادي والتسويق لدى الجهات المانحة والداعمة.
حاضنة الأفكار والمشاريع هي مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا وكلياتنا والتي نحي جهودها لخدمة المجتمع والوطن وترجمة الانتماء إلى واقع ومنهج إيجابي ومساهمة فاعلة، ومرحى لشباب الأفكار والمشاريع النيرة.